الأحد، 21 أغسطس 2011


سلطة الشعب بعد القذافي
إذا نظرنا إلي المفهوم السياسي لسلطة الشعب قبل السابع عشر من فبراير  سنجده مختلفا تماما عما يسير  إليه الأن ..لإنعدام أي تشابه في الظروف ...فللحرية دائما صوتها
       فبعد ما جاء هذا النظام الفاشل فسياسته وحكمه,خيّل له أن انقلاب69 سيجعل شعبا عظيما يؤمن بحقه في الحياة أن يصبح تحت إمرته  إلي الأبد..  فكان استبداده يصل إلي  أن يتخلص مِن مَن شاركوه هذا الإنقلاب واحدا تلو الأخر , وهذا أكبر دليل على اللاديمقراطية التي يتمتع بها هذا المخلوق
       عذّب وظلم طمس وتجبر أعدم وشرد أبناء بلد عظيم...حرمنا  حتي من أبسط حقوقنا ..
       أصر جاهدا أن يدفن بداخلنا كل أمل يبشر بمستقبل  يمكن أن تشرق فيه الحياة لنا  من جديد..
       وظن أنه سيستمر في سلبنا المزيد من حقوقنا عن  طريق ممارسته
       للعبته الزائفة التي كانت تدعى سلطة الشعب ..فلا أعلم أي منطق هذا الذي له أن يستوعب أن هناك سلطة لشعب يحكمه كهؤلاء؟
       فلم يكن الحاكم الا هو ,الا اذا كان يعتبرنفسه  الشعب ..
       حتى عندما زعم أنه يمارس الديمقراطية من خلال أبناءه
        عديمي الأخلاق والقيم ظهر علينا هذا يهدد وهذا يقتل وذاك
       يرتكب فينا أبشع الجرائم ..أبشرٌ مثلنا أنتم؟
كنت أتساءل دوما  إلي متى ستبقى كلمة الحق والإختلاف
معهم جرائم لا تغتفر..ولم أكن أجد اجابة منطقية .
       فالمنطق كان لا منطقي في ذاك الزمن العجيب
       عجبا لبشر خيّل لهم أن الدنيا ملكهم وأن الحياة لا تكون حياة
       إلا بجعل قلوبنا لا تعيش إلا وهى تنزف..
       فمنّا من سُجن وعُذّب وشُنق  ومنّا من ترمل وتيتم و سُلبت
        منه الروح ..اثنان وأربعون عاما ألا تكفيكم ,
       كلما حاولت جروحنا الإلتئام كنتم تصّروا على أن تجعلوها أكبر وأكثر نزفا
         ...كل هذا لما؟ من أنتم لتفعلوا بنا هذا ..من أعطاكم حق  إيلامنا وقتلنا أحياء
       ولكننا الأن وبعد زوال هذه الغيمة الأربعينية بتنا نرى دنيا غير دنيا القذافي وظلمه
        
        فبدماء الشهداء  أثبتنا ان لا أساس لسلطة الشعب الزائفه و لا لأي مظهر من مظاهر نظامه الفاشل ...
       فالنظام السياسى السليم يجب أن يستمد شرعيته  ومطالبه وحقوقه  من أبناء هذه الثورة المباركة..لكى يكون فى إطار آمن وسليم  على مدى آبدى ..
        وبما أن العامل الخارجى هو ما يدعم الموقف الدولي   مما يتطلب  التعامل معه بحيطة سياسية بالغة.
ونحن نقدر موقف المجلس الوطنى الإنتقالى الذي  كان ظهورهم في تلك الفترة  أمرا لا مفر منه وسط ضغوطات كان بمكانها أن تهدد ثورتنا , فقد واجه غربا يهتم بمصالحه بالدرجة الاولى  من جهه, ودكتاتورا تعود على قمع حريتنا من جهة اخرى  ..ولكن هيهات
..فالحرية حق لنا ولن نتنازل عنه
        ولكن السؤال الأن ...بعد استجابة الغرب لمطلبنا والذي نعلم أنه لمصالح مشتركه ..ألا يعلمون أن ماعانينا كفيل بأن يجعلنا   نوفي  بأي عهدٍ قد قطعناه
       ..فبحق الإنسانية لما هذا التباطؤ ...
        ربما لمخاوفهم أن لا يحكمنا من  يشبع نزواتهم فينا!!
       ولكننا نعلم أنه فى زمن المصالح لا توجد ضمانات فالدائرة لا تتوقف عن الدوران .. والحق لن يهدر
       فأرواح اذا انحنت لهم الدنيا بأسرها لا توّفى معنى الشرف والرجولة فيهم كافيين بأن يزرعوا فينا ثقة وأملا بأننا سنصنع حريتنا بأيدينا .
       فإننا انتصرنا من  أول قطرة  دم روت أرضنا
       .فاشتياقنا  لكي كبير يا ليبيا...فلنعمل معا لاستردادها كاملة  :
        ولنقوم كل اعوجاج نراه فالتربة خصبة الأن وتقبل بكل طيب يزرع فيها,  لنبنى ليبيا معا وكما نريد  نحن ولا نجعل للخلافات مكانا بيننا
       وليكن أين يمكن أن نكون فاعلين هو الهدف وليس السلطة
       المسؤولية..فلندرك جميعا أننا مسؤولون عن بناء ليبيا فهي لنا وحدنا
       ولا للسلبية ...فلن يأتي غيرنا للقيام بدورنا فلنبحث أين يمكن أن يكون لنا دورفعال ..فهذه ليبيا فليرخص لها كل غالى
       .فلنبادر بتطوير أنفسنا إلي الأفضل ونتعاون على تطوير مجتمعنا معا, فلنبدأ أنا وأنت ولا نترك مواطنا ليبياً لا يهتم بحقه في المعرفة في زمن أصبح التطور من أبرز سماته
       فلنحيا  كما يجب ..نحيا بحبٍ وبأمل وبعلمٍ ووعي وبطموحٍ وفائدة تعم لنبنى مجتمع راقي بمعاملاته ومؤسساته
       فلنغير أولوياتنا أحبتي ..فلن يغير الله ما بنا حتى نغيّر ما  بأنفسنا, ..ولنؤمن أننا قادرون ولا يوجد أمامنا مستحيل
                        ليبيا الحبيبة  ..فلنضعها في أعيننا ولنحافظ عليها بعد فراق طويل  ومؤلم ..فلقد اشتقنا ...
       فهيا نعمل معا لنحيا حياة حرة كريمة تتجسد فيها الإنسانية بكل ما تعنيه من رقي وعدل وحكمة ومعرفة وحب لوطن هو أغلى من الروح وعرفانا بجميل أبطالٍ بهم ستصبح ليبيا رمزا تاريخيا على مدى العصور
       فلنؤمن بحقنا في الحياة  فنحن أسمى مخلوقات الله, الذي لا يغتفر انحناءٌ لسواه...
 9/4/2011 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية